الخميس، 12 يوليو 2012

هنا وهناك

حين تفقد البوصلة إحدى الجهات الأربع "الغرب" مثلا تختل مقاييس كبرى وتنشأ علامات استفهام أكبر عن الأسباب الداعية لفقدانها كجهة ناشطة ولها تأثيرها الكبير في حياة الحياة, وحين يفقد القلب إحدى حجراته في جسم كائن حي لن يستطيع بذلك أن يواصل مسيرته الدنيوية, الفقد مر وعلى عكس ما نعرفه عن ارتباط المر من الأشياء بالفائدة للأبدان كالأدوية وبعض الفواكة والخضروات فإن الفقد ضار وأثره على المرء موجع نفسيا بدنيا اجتماعيا..إلخ, حين تحدث مشكلة "ما" فإن شخص "ما" في بقعة "ما" وزمن "ما" وبطريقة "ما" سوف يدفع الثمن وحتماً فإن أغلى ما يتم دفعه هنا هو الفقد.

أشعر أحياناً بأن طولي ثلاثة أمتار أو أكثر بقليل, وان بإمكاني تناول السحاب بكلتا يدي وأعبث بها بأناملي, شعور لم يدم طويلا فقد هبت ريح اقتلعت معها كل نرجسية الأرض فعدت لطولي الطبيعي وأصبحت أرضي خاوية على عروشها. لقد غابت ملهمتي بيدي! اختارت طريقا وحملت أمتعتها مغادرة وحينما وجهت بصري للطريق الآخر وجدت الحرف قد سبقها بالرحيل, تجمدت قدمي فلا لحقت حرفي ولا أطربت عبراتي أذن ملهمتي فغدوت وحيداً أجر أذيال الأسى ولحسن الحظ غاب في تلك اللحظة الندم.

مثلها يسيء لمعنى الحب بامتناعها عن العطاء ورغبتها المستمرة في الأخذ, لا يمكن بأي حال أن يرضى قلب ينبض بالحياة أن يعطي دون أن يستقبل فمصير حب كهذا وان كنت أعترض على تسميته كذلك هو ذات مصير القطبي في الصيف الحار. ولست ببعيد عنها فمثلي يسيء لمعنى الحب حينما يعطي ببذخ وينتظر ردة فعل تماثله فلا مقابل "يكفي" يستطيع المحبوب أن يواجهني به وان كنت أرضى بالقليل.


أقول لفلان محب الجدال: ان من غرس الجدال في أوعيتك لم يفعل بك خيرا, تجادلنا بالأمس فطرحت وجهة نظرك بطريقة طغى عليها الإستبداد فغادر رأيي وعليه علامات الحنق وحينما واجهتك بالغد نسبت لنفسي ما قلته لي بالأمس فجادلتني وقد خدعتك بهذا فأصبحت تجادل نفسك الآن, ما هذا يا صديقي أنصحك بالتقليل منه فإن من حولك قد ملوا صحبتك. أقول لفلانة الفضولية: ان البحث عن أخبار الآخرين والتقصي دون ما يدعو لذلك هو أمر مستفز لي ولمن حولك, استمتعي بوقتك واعط كل ذي حق حقه. أقول لوالد الطفل: ازرع السلام ولا تقض على الأحلام, ابن جسور التواصل بينك وبينه مستخدما فارق الأعوام. أقول لقلبي: دعك من تلك القصص التي تُنكح فيها الأميرة لذاك الفتى من العامة, وان كانت الأحلام أجمل وأنقى فإن الواقع أصدق والصدق غلاب.


أخيراً~ قلبٌ أحمق لا يجيد العوم (نقطة)